برلين، 12 مارس 2025 – أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن أوروبا لن تكتفي بمواصلة دعمها الشامل لأوكرانيا، بل ستعززه بشكل أكبر، لا سيما فيما يتعلق بتقوية الجيش الأوكراني، الذي يعد الركيزة الأساسية لأمن البلاد.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده شولتس مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، عقب محادثاتهما في برلين، حيث شدد المستشار الألماني على التزام أوروبا الراسخ تجاه أوكرانيا، قائلاً: “يمكن لأوكرانيا أن تعتمد علينا وعلى أوروبا. نحن، كاتحاد أوروبي وكأوروبيين بشكل عام، سنعزز دعمنا لها”.
إشارة أمريكية مشجعة واستمرار الدعم الغربي
وفي سياق متصل، أشار شولتس إلى أن الدعم الأمريكي لأوكرانيا يظل عاملاً لا غنى عنه، ورحب بإعلان واشنطن استئناف مساعداتها العسكرية لكييف، عقب المحادثات التي جرت بين الطرفين في جدة. واعتبر المستشار الألماني هذه الخطوة “إشارة مهمة ومفعمة بالأمل” قد تمهد لمزيد من التحركات الجوهرية في المستقبل القريب.
كما شدد على أن شركاء أوكرانيا في أوروبا يريدون سلامًا دائمًا وعادلًا، مشيرًا إلى أن أي هدنة يجب أن تكون مقدمة لسلام مستدام. وأكد أن مسألة إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا ليست مطروحة للنقاش حاليًا، حيث يجب أن تسبقها إجراءات ضرورية، أولها وقف إطلاق النار، ثم تبادل الأسرى وعودة المختطفين، كجزء من مسار طويل لتحقيق السلام.
تعزيز القوة العسكرية الأوكرانية لضمان الاستقرار
أكد شولتس أن الدعم الأوروبي والدولي لأوكرانيا لن يتوقف، مشددًا على ضرورة إرسال رسالة واضحة إلى روسيا بأن الرهان على استنزاف أوكرانيا عسكريًا لن ينجح. وأضاف: “يجب أن تمتلك أوكرانيا جيشًا قويًا باعتباره الضمان الأساسي لأمنها. لا يمكن السماح لموسكو بالاعتقاد بأن النصر في ساحة المعركة ممكن بمجرد توقف المساعدات الغربية”.
وأشار شولتس إلى أن الشركاء الدوليين، بمن فيهم الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا واليابان والولايات المتحدة، سيواصلون دعم أوكرانيا، موضحًا أن أي اتفاق سلام يجب أن يضمن بقاء أوكرانيا دولة ديمقراطية ذات سيادة، مع جيش قادر على الدفاع عن أراضيها.
رفض المخططات الروسية ونزع السلاح الأوكراني
وأكد شولتس أن “نزع السلاح” الأوكراني كان أحد الأهداف التي سعت إليها موسكو منذ بداية الحرب، لكنه شدد على أن هذه المخططات يجب ألا تتحقق. وقال: “علينا أن نناقش الإطار العام لأي حل سلمي، ولكن يجب أن يكون واضحًا أن أوكرانيا ستظل دولة مستقلة، ديمقراطية، ومزودة بجيش قادر على الدفاع عن سيادتها”.
نتائج المحادثات في جدة والتطورات المقبلة
تأتي تصريحات شولتس بعد اجتماع الوفدين الأوكراني والأمريكي في جدة بالمملكة العربية السعودية، حيث ناقش الطرفان مقترحًا أمريكيًا لوقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، مع إمكانية تمديده بناءً على اتفاق مشترك، شريطة التزام روسيا الفوري بذلك. كما أعلنت واشنطن عقب الاجتماع عن استئناف مساعداتها العسكرية لكييف، وتعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين.
تواصل أوروبا، إلى جانب شركائها الدوليين، الدفع باتجاه حل مستدام للصراع، مع التأكيد على ضرورة تقوية الجيش الأوكراني لضمان أمن واستقرار البلاد في المستقبل.