استقرار أسعار الأدوية في أوكرانيا

بوابة اوكرانيا – كييف 19 مارس 2025 – اعتبارًا من 1 مارس 2025، دخلت التدابير الرامية إلى تثبيت أسعار الأدوية والأجهزة الطبية حيز التنفيذ في أوكرانيا. وقعت شركات الأدوية المحلية إعلانا بخفض أسعار 100 دواء بنسبة 30%. نشرت وزارة الصحة قائمة “أفضل 100” دواء مع بيان الحد الأقصى للسعر المسموح به في الصيدليات ( تم نشر 101 بندًا ). لكن مثل هذه المبادرة تثير العديد من التساؤلات، وفي بعض جوانبها، تثير السخط الشديد.

ويُظهر هيكل الأسعار الجديد صورة مختلطة. نصف الأدوية التي أصبحت أرخص تكلف ما يصل إلى 100 هريفنيا. 33% أخرى تتراوح أسعارها بين 100 إلى 250 هريفنيا أوكرانية. 13% فقط من الأدوية تتراوح أسعارها بين 250-400 هريفنيا أوكرانية، و4% أخرى تتراوح أسعارها بين 400-500 هريفنيا أوكرانية. وهذا يعني أن 83% من جميع الأدوية من قائمة “أفضل 100” تظل في الشريحة ذات الأسعار المعقولة التي تصل إلى 250 هريفنيا.

وللوهلة الأولى، يبدو هذا بمثابة تنازل كبير للمرضى. لكن الواقع أكثر تعقيدا بكثير. بعد كل شيء، الأدوية الباهظة الثمن – تلك التي يزيد سعرها عن 500 هريفنيا أوكرانية – غائبة ببساطة عن “القائمة الذهبية”. وفي واقع الأمر، تجاوزت التدابير التنظيمية المواقف الأكثر إرهاقاً من الناحية المالية، مما جعلها خارج نطاق الاهتمام “الاجتماعي”.

“FANIGAN” هو الأغلى، لكنه ليس حامل الرقم القياسي في السوق

وكان الدواء الأكثر قيمة في قائمة “أفضل 100” هو “FANIGAN، علامة التبويب، رقم 100” من شركة “KUSUM PHARM” ذات المسؤولية المحدودة، والذي يكلف 556.13 هريفنيا أوكرانية. ومع ذلك، فإن هذا الدواء أيضًا يشكل استثناءً بين الأدوية الأرخص، حيث أن معظم العناصر المدرجة في القائمة لا يتجاوز سعرها 400 هريفنيا أوكرانية.

وهذا يثير سؤالا طبيعيا: هل تهدف إجراءات وزارة الصحة فعلا إلى دعم الفئات الاجتماعية الضعيفة من السكان؟ وبعد كل شيء، فإن “الضربات” الحقيقية على محفظة المرضى ناجمة عن أدوية مختلفة تماما – تلك التي لا تشملها القائمة.

ويبدو أن تثبيت الأسعار أقرب إلى حيلة إعلامية منه إلى إنجاز حقيقي في ضمان إمكانية الحصول على الأدوية. إن خفض تكلفة الأدوية الرخيصة نسبياً لا يحل المشكلة الرئيسية – وهي عدم القدرة على الحصول على الأدوية الباهظة الثمن التي قد تنقذ حياة الناس.

وبدون مراجعة أسعار الأدوية المرتفعة التكلفة واستراتيجية شاملة لتنظيم الدولة لسوق الأدوية، فقد تظل مثل هذه المبادرات مجرد علاقات عامة سياسية، وليس تحسناً حقيقياً للمرضى. ولذلك يبقى السؤال مفتوحا: من سيستفيد فعليا من هذا الإصلاح؟

Exit mobile version