الكويكبات الكربونية

 

بوابة اوكرانيا – كييف 25 أبريل 2025 – تمكن العلماء أخيرا من حل أحد أكثر ألغاز الفضاء غموضا – لماذا الكويكبات الغنية بالكربون، والتي تنتشر بكثرة في الفضاء، لا تصل تقريبا إلى سطح الأرض أبدا. قد يؤدي هذا الاكتشاف إلى تغيير فهمنا لتكوين النظام الشمسي وكيف وصلت العناصر الأساسية إلى الأرض.

ويحمل هذا الاكتشاف أيضًا تأثيرات مهمة على أبحاث الكويكبات المستقبلية وعلى تقييم التهديد الذي تشكله اصطدامات الكويكبات بالأرض.

ويُشار إلى أن النظام الشمسي مليء فعليًا بالكويكبات الكربونية – سواء في حزام الكويكبات الرئيسي أو الأقرب إلى الأرض. ويقدر العلماء أن هذه الكويكبات تشكل ما يقرب من نصف النيازك التي تسقط على كوكبنا. ولكن من بين النيازك التي تم العثور عليها على الأرض، فإنها تشكل حوالي 4% فقط.

وقد ألقت دراسة جديدة الضوء على هذه الظاهرة. تشير أدلة جديدة إلى أن هذه الصخور الفضائية ربما تتفكك قبل أن تصل إلى الغلاف الجوي للأرض، حيث تتآكل تدريجيا بسبب درجات الحرارة المرتفعة أثناء اقترابها من الشمس.

ولطالما اشتبهنا في أن المواد الكربونية الضعيفة لا تصمد أمام دخول الغلاف الجوي. تُظهر هذه الدراسة أن العديد من هذه النيازك لا تصل حتى إلى الغلاف الجوي، بل تتفكك بسبب التسخين المتكرر عند مرورها بالقرب من الشمس، كما قال أدريان ديفيلبوا، الباحث في كلية علوم الأرض والكواكب بجامعة كيرتن والمؤلف المشارك في الدراسة.

وفي الدراسة، قام العلماء بتحليل 7982 مسارًا نيزكيًا و540 اصطدامًا محتملًا للنيزك باستخدام بيانات من 19 شبكة لرصد النيازك في 39 دولة.

وأشارت المجلة إلى أن هذا الاكتشاف له آثار خطيرة على فهمنا لأصل الحياة. يقول العلماء إنه على الرغم من ندرتها على الأرض، فإن النيازك الكربونية تتمتع بقيمة كيميائية هائلة.

وقال الدكتور باتريك شوبر، الباحث في مرصد باريس والمؤلف الرئيسي للدراسة: “النيازك الكربونية هي من بين أكثر المواد الكيميائية البدائية التي يمكننا دراستها: فهي تحتوي على الماء والجزيئات العضوية وحتى الأحماض الأمينية”.

وأشار الباحثون إلى أن فهم الأجسام التي تم “غربلتها” ولماذا تم ذلك يعد أمرا أساسيا لرسم صورة كاملة لتاريخ النظام الشمسي والظروف التي جعلت الحياة ممكنة في نهاية المطاف على الأرض.

ووجدت الدراسة أيضًا أن النيازك التي تتشكل من خلال أحداث اضطراب المد والجزر – الأحداث التي تتفكك فيها الكويكبات بعد الاقتراب من الكواكب – تكون هشة بشكل خاص ونادرًا ما تصل إلى سطح الأرض سليمة.

وكانت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) قد أعلنت في وقت سابق عن وجود تهديد خطير لمحطة الفضاء الدولية. أعرب الخبراء عن قلقهم بشأن وجود شقوق وتسربات هواء على متن المحطة. وطالبوا بزيادة التمويل لتسهيل إغلاق محطة الفضاء الدولية ومنع خروجها من مدارها بشكل غير مخطط له.

وقال عضو اللجنة ريتش ويليامز إن “محطة الفضاء الدولية دخلت الفترة الأكثر خطورة في وجودها”، مضيفا أن هناك “مخاطر متزايدة” تهدد المحطة المدارية.

وحذرت مجموعة السلامة أيضًا من خطر خروج المحطة من مدارها بشكل طارئ قبل نشر مركبة الفضاء الأمريكية (USDV) التابعة لشركة سبيس إكس. وقد يكون لهذا عواقب كارثية حيث ستتحطم محطة الفضاء في مناطق مأهولة بالسكان.

 

 

Exit mobile version