بوابة اوكرانيا -كييف 30 أبريل 2025 – يواصل مسؤولو الكرملين من الدائرة الداخلية لفلاديمير بوتن تهديد حلف شمال الأطلسي، في حين يمتنع بوتن نفسه عن القيام بذلك – ومن المرجح أن يكون هذا جزءاً من جهود الكرملين لتبرير العدوان الروسي المستقبلي ضد حلف شمال الأطلسي أمام الشعب الروسي.
ويستشهد المحللون على وجه الخصوص بمثال على ذلك بتصريحات نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، الذي أكد أن الغرب يحاول استخدام مبدأ “السلام من خلال القوة” لإلحاق الضرر بروسيا، ولكن الرد الوحيد الممكن لروسيا على هذا المبدأ هو “السلام من خلال الخوف”. وزعم ميدفيديف أن زعماء الاتحاد الأوروبي “كارهون لروسيا” وأن علاقات روسيا مع أوروبا “تجاوزت نقطة اللاعودة”. واعتبر أيضا أن الادعاء بأن روسيا تحاول مهاجمة أوروبا هو “هراء”.
وفي الآونة الأخيرة، صرح مساعد الرئيس الروسي نيكولاي باتروشيف بأن زعماء المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يهددون روسيا، وانتقد حلف شمال الأطلسي لإجراء تدريبات واسعة النطاق على الجناح الشرقي، مدعيا أن هذه التدريبات هي ممارسة لأعمال هجومية ضد روسيا.
وتحدث بوتن نفسه في 29 أبريل/نيسان في المنتدى “التراث العظيم – المستقبل المشترك”، المخصص للذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، وأكد أن روسيا يجب أن تمنع إحياء النازية وانتشار الأيديولوجيات المدمرة، بما في ذلك رهاب روسيا والتعصب القومي أو الديني. وأشار المحللون إلى أن تصريحات بوتن كانت مماثلة لتصريحات ميدفيديف وباتروشيف، لكنها كانت أكثر اعتدالا، حيث لم ينتقد بوتن أوروبا أو يهددها.
ويعتقد المحللون أن “مسؤولي الكرملين، بما في ذلك أولئك من الدائرة الداخلية لبوتن، بدأوا في الآونة الأخيرة في تهديد الدول الأوروبية، وخاصة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، وخلق الظروف لتبرير العدوان الروسي المحتمل ضد أوروبا في المستقبل”.
وحذرت الاستخبارات الألمانية من احتمال وقوع مواجهة مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي وسط زيادة التسلح الروسي. وحذرت الاستخبارات الليتوانية أيضا من أن روسيا قد تتمكن خلال ثلاث إلى خمس سنوات من بناء القدرة الكافية للقيام بعمل محدود ضد حلف شمال الأطلسي. وبالإضافة إلى ذلك، يعتقد السياسيون والخبراء الغربيون أن بوتن قد يكون مستعدا لصراع مفتوح مع حلف شمال الأطلسي خلال 5 إلى 7 سنوات.
وعلى وجه الخصوص، صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته بأن لا أحد بين حلفاء الناتو ساذج بشأن نوايا روسيا، التي ستظل تشكل تهديدا طويل الأمد للحلف حتى بعد انتهاء العدوان الروسي على أوكرانيا.